الجمعة، 11 مارس 2011

تعلموا كيف تحبون شباب 15 آذار ضفة وغزة

خرجتْ مسيرة عفوية بعد أحد المؤتمرات في مدينة غزة في 7-3-2011، وبمجرد أن وصلت إلى الجامعات وكانت لا تتجاوز الخمسين فردا، انضم إليها المئات، وبطبيعة الحال ما هي إلا لحظات حتى أحاط بها أفراد الأجهزة الأمنية، فما كان من الشباب إلا أن حملوهم على الأكتاف، فتحول الشرطي من عبد مأمور لقمع المسيرة إلى مواطن يتصرف على طبيعته ويبدأ بالهتاف ضد الانقسام..
هذا مشهد صغير نتمنى أن يتكرر يوم 15 آذار، وأن ينضم الجميع إلى الشباب أصحاب الفكرة، لأن هذه الوسيلة الوحيدة  للتخلص من الانقسام، فنادراً ما نتحدث عن  فلسطين وعن الوحدة، أو ضد الاحتلال الاسرائيلي، كلنا غرقنا بتفاصيل الانقسام والكرسي والكره، نسينا أن نحب بعضنا، نسينا كيف يكون الاسرائيلي هو الخطر الحقيقي، لأننا انشغلنا بأن نعتبر أنفسنا أمام بعضنا البعض ضحايا خطر الآخر، فيصبح سهلا على بعض قادة حماس في غزة اتهام شباب آذار بزعزعة الامن وأنهم فتح، ومن السهل على قادة من فتح اتهام شباب آذار في الضفة أنهم حماس ويخططون لانقلاب..ونتيجة لذلك أصبح  هاجس الأمن سواء كان الأمن الداخلي أو الأمن الوقائي كابوساَ مرعباَ أكثر من كابوس الاحتلال الاسرائيلي لهؤلاء الشباب المبادرين
انظروا إلى أين وصلنا في مديح الكراهية ومديح الحزبية ومديح الطائفية على حساب الوطن وحساب الدم وحساب الانسانية وحساب المحبة، ان شباب 15 آذار كل ما يريدونه أن يعيدوا الحب لقلوبنا، أن يرجعوا الابتسامة في وجه بعضنا سواء كان من أمامك ملتحيا أم حليقا، منقبة أم غير محجبة، فتحاويا أم حمساويا، شيوعيا ام مؤمنا..
نظر شباب 15 آذار حولهم فوجدوا مقاومين الأمس باعوا المبادئ عند أقرب المفترقات في سبيل الكرسي والمال، ووجدوا أصحاب زمن الاشتراكية الجميل انكبوا على مؤسسات مجتمع مدني ومرتبات وبرستيج ومشاريع لم تغير من واقعنا سوى تكديس البيانات والدوريات وملايين ورش العمل، وجدنا من شكلوا تاريخنا المناضل يبعيونه بأبخس الأثمان في فضيحة اعلامية دفنت رؤوسنا للأبد..
اعذروني على قسوتي، ولكن بعد كل تلك السنوات من الدوران في حلقة مفرغة من الحقد واليأس والفقر والكبونات، والتمسح بالدين، وبيع الأرض بإسمنا، والطبقية المتعاظمة في مجتمعنا، ماذا تبقى لنا نحن الشباب؟ألم يحن الوقت لنبني هذا الجسر في وسط الدائرة..؟!
وهنا سأقول لكم لماذا يجب أن نتعلم حب شباب15 آذار  في الضفة وغزة؟
لأنهم لم يبعيوا أنفسهم، ولم ينافقوا، ولم يتمسحوا بالوطن والدين والديمقراطية، بل قالوا نريد أن نغير، نريد انهاء الانقسام، نريد مستقبلا بالخروج الى الشارع دون كذب، ودون مخططات، ودون ربطات عنق، ودون كليشهات وشعارات لم تعد تمسنا من الداخل..
لانهم شباب مسلحين فقط بسحر التغيير وبقوة الأمل وفاعلية الفيس بوك..
يجب أن نتعلم كيف نحبهم لأنهم يعملون من أجل المستقبل ومن أجل فلسطين فهم ليست عندهم رواتب ليخافوا عليها، وليست لديهم أجندات،  ولم يبعيوا رؤوسهم لأحد، بل يضحون من أجل طرفين  دمرا الانسان داخلنا بعد ان يبس قلباهما وجف تسامحهما، ولم يعد يهم كل طرف سوى أن يكون وكيلا عن فلسطين وعنا ويزيد من دولاراته..
يجب أن نحبهم لانهم شباب المخيم وشباب الفيس بوك، شباب الرمال والشجاعية، شباب رام الله وطولكرم، شباب المدينة والقرية،  شباب الشتات والمهجر، شباب يريد أن يرى فلسطين فلسطين ويكف عن أن يراها فكرة جميلة وحلم تعلمناه في الكتب
يجب أن نتعلم كيف نحب شباب15 آذار لأنك حين تراهم تعرفهم من بين ألف شاب: مشعثو الشعر، بأثمال ملابس، أقرب للنحول، تتعبهم ديونهم المكدسة عند المطبعة والمكتبة والدكانة..وتراهم حين يهمون بالرحيل يسألون بعضهم عن بضع شواكل ليتنقلوا بين اجتماعاتهم العلنية، وتحركاتهم غير السرية، لأن ما بدأ في العلن سينتهي في العلن..
لماذا لا نؤمن بهم دون أن نشك بهم؟، لماذا لا نحبهم دون أن نقتلهم؟ لماذا لا نعطيهم ثقتنا دو أن نكذبهم؟ لنخلع عنا الحزبية وننضم إليهم، لننكس أعلامنا الصفراء والخضراء والحمراء المشبعة بالغرور وننطلق خلف علم فلسطين..
هل معقول ان شباب مدرسة الفرندز في الضفة اسلاميين أو ارهابيين يا أجهزة أمن رام الله كي تتهموا شباب 15 آذار بأنهم حماس؟!، هل معقول يا أمن غزة أن كل هؤلاء الشباب من الاسلاميين والليبرالين المشاركين في تنظيم 15 آذار محسوبين على فتح، وهم الذين رفضوا تدخل الطيرواي وغيره ممن يحاولون في كل مرة أن يتحدثوا عن ثورة المعلومات ويتذاكون معتبرين أنفسهم قادة للثورة ونسيوا أن الثورات الشعبية لا يقودها كبار السن من الفسدة..
لا أصدق كيف تختلف حكومتا غزة ورام الله في كل شيء إلا أنهما اتفقتا على قمع شباب  15 آذار..هل الحكومتان تكرهان الوحدة؟، لماذا لا تريدان انهاء الانقسام؟ كيف يتم نشر الاشاعات عن شباب ثورة 15 آذار من الرائعين المتطوعين بأنهم ملحدون وعملاء ومخربون، لمجرد أنهم ينظمون هبة شعبية عجزت كل الأحزاب والمؤسسات مجرد الدعوة إليها ..اذا كنتم عاجزين فهؤلاء الذين غدوا لا يعرفون أنفسهم من فرط السهر والقلق والملاحقة الامنية ناهيك عن تقريع الأهل “في النزلة والطلعة”…قادرين على فعل ذلك..
حصار من تهديدات بالقتل واعتقال وابتزاز واستدعاءات طوال الأسبوع لشباب 15 آذار في  الضفة وغزة رغم ذلك يتجهون بكرامة وثقة إلى ساعة الصفر، واجابتهم العفوية الصادقة واحدة “لسنا ضد أحد، نريد انهاء الانقسام ولايوجد ممول أو داعم”، لكن الأمن غير مكتفي بمثل هكذا مثالية، فنجده يبحث من ورائهم ومن تحتهم ومن فوقهم.. يمخمخ ويتجسس ويلفق ويبتز ويراهن على الفشل ويحرض..لكنهم لا يجدون شيئا، ،لأن شباب 15 آذار من أولئك الأنقياء الذين لم يعرفوا حلاوة الرواتب الكبيرة والمعيشة الرغدة، والنفاق كي يخافوا أو يتراجعوا، وأهم من ذلك لم يبعيوا أنفسهم لمن باع الوطن في سبيل مصلحة الحزب الواحد، ولأن هؤلاء الشباب يؤمنون أنه ليس هناك وكيلاً عن  فلسطين بل كلنا يجب أن نشتغل عندها ولها..
الأجهزة الأمنية في شقي الوطن تلعب على ثغرات ثقافة المجتمع ونقاط ضعفه وتطلق على الشباب ما أرادت من التهم كي تحشد الناس ضدهم ابتداءً من تناول حبوب الأترمال وليس انتهاءً بالأجندات والانقلابات العسكرية، وتجد “الحارة” التي يسكن فيها الشاب تصدق ويبدأ المجتمع في الانشقاق ، منهم من يشككون في الشباب والنصف الآخر  يعرفون أساليب الأجهزة الأمنية غير المتوقعة وما قد يفعلونه كي يشوهوا هؤلاء الشباب.
إذا لم تتعلموا كيف تحبونهم فلن يبقى لهؤلاء الشباب سوى الاعتماد على عامل الزمن ونجاح الهبة الشعبيىة وغلبة الوعي الايجابي، فكلنا رأينا ماذا فعلت الحكومة المصرية ونظام مبارك من محاولات مستميتة لاجهاض الثورة عبر نشر الأكاذيب بحق الشباب وأحيانا اختراع مشاهد بأكملها وتبثها في البرامج الشهيرة لأناس يدّعون أنهم تلقوا دورات في الخارج للانقلاب على الحكم في الوقت الذي يعرف فيه الجميع حجم منحة لوبي ايباك الاسرائيلي في أمريكا لحكومة مبارك. هل هناك أكثر هزلا من كذبة دكتاتور مثل علي عبدالله صالح رئيس اليمن”غير الشرعي” حين قال ان المعركة تدار من واشنطن وتل أبيب؟! وهو اللاهث وراء أسياده من الأمريكان..
أننا لا نزال نؤمن بالنهايات السعيدة وأن البطل تزوج البطلة وعاشوا في تبات ونبات، ولم ندر يوما ماذا حدث مع البطلين في تفاصيل الحياة والمنزل بعد ذلك….نحن بهذه السذاجة التي ننتظر فيها التبات والنبات..
نحن ننتظر ان نرفع أفراد الشرطة والأمن في الضفة وغزة على الأكتاف لنهتف معاً ضد الانقسام، ولا يرفرف سوى العلم الفلسطيني، وإذا لم تقبلوا ذلك فارجوكم رفقاً بنا يوم 15 آذار لأننا لن نرميكم سوى بالتسامح والحب، وكل ما نقوله لكم تعلموا فقط كيف تحبوننا..
تحياتي
أسماء الغول
8-آذار٠2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Join us around the world

March 15th Events Near You

Worldwide: between 7:00 am - 11:30pm
UK
London: between 3:00 pm - 6:00 pm in front of the Palestinian Embassy, 5 Galena Road, Hammersmith Postcode:W6 0LT, UK
Brighton: between 3:00pm - 6:00pm at Brighton, Old steine
Sheffield-UK: Between 5:00pm - 6:00pm outside Sheffield Town Hall
USA
New York: between 4:00 pm - 6:00 pm at the Palestine Permanent Mission located at 115 East 65th Street (between Park and Lexington Avenues)

Boston: Between 3:00pm - 6:00pm In Boston Commons, near Park St T Station
Norway

Oslo: Between 6:00pm - 8:00pm at Yuongstorget,Oslo, Noreg Norway
Ireland
Dublin: Between 3:00pm - 5:00pm at Mission of Palestine, 10 Mount Merrion Avenue, Blackrock, Ireland
Lebanon
Beirut: Between 5:00pm - 7:00pm at Beer Hasan
Italy
Rome: Between 12:30pm - 11:00pm at Davanti sede Delegazione di Rappresentanza Palestinese - In Front of Palestinian Delegation
ALL'INCROCIO TRA VIA.LE TERME DI CARACALLA/VIA ANTONIA ( Metro B Fermata Circo Massimo)
Rome, Italy